قصة الصياد ومدينة الاحلام
كان ياماكان صياد يصطاد السمك كل يوم ولكن كان كثيراً مايرجع خائب
الصياد هذا كان فقير ويعيش بكوخ صغير ويوم ياكل ويوم ماياكل
لأن أكله الوحيد كان السمك
في يوم من الايام أصطاد سمكة ضلت السمكة تقفز من هنا ومن هنا كانت السمكة صغيرة
وألصياد جوعان
وفي هذي الاثناء ظهرت من البحر سمكة شوي كبيرة قالت للصياد أترك هذي السمكة وأني بعطيك
مفتاح مدينة الاحلام
ضحك الصياد بس هو شاف السمكة صغيرة فرجعها لأمها
دخلت السمكة الكبيرة لقاع البحر وأستخرجت مفتاح ورمت به الى الصياد
قالت له أذهب بأتجاه الشرق لمدينة يومين وستجد المدينة
وفعلاً اخذ الصياد المفتاح وحزم امتعته وذهب بأتجاه الشرق
وضل يسير ويسير حتى وصل الى قلعة كبيرة بوسط الصحراء
ادخل المفتاح بثقب الباب وفتحها ولما فتحت الباب
لم يصدق مارأى لقد رأى الجنة بعينها
أناس كثيرون يطوفون هنا وهناك أسواق كبيرة
مدينة كلها خضار وكلها فرح ومرح ومتعة
دخل الى القلعة فأستقبله أثنان
وأخذو عصاه وأمتعته وقالو له لاحاجة لك بها بعد الان
دلوه على بيت كبير بوسط القلعة وقالوا له أذهب لهناك فهناك ستجد ماتريد
ذهب الصياد وهو لايدري أبحلم هو أم بحقيقة
طرق الباب فخرج له خادم دعاه للدخول مباشرة
وفي داخل البيت وجد رجل كبير
قال له الرجل الكبير
يظهر انك توك دخلت مدينتنا
فقال الصياد نعم
فقال الشيخ أنت من الان وصاعداً منا
يمكنك أن تذهب للأسواق وتأخذ ماتشاء من دون حساب
وسوف أزوجك فتاة جميلة
وسوف نعطيك كل ماتريد ولكن لاتتكاسل نريدك أن تعمل فالكل هنا يعمل للكل
فرح الصياد جداً
أعطاه الشيخ بيتاً
ليسكن به وبعد فترة زوجه من فتاة جميلة جداً
وضل الصياد قابعاً ببيته لايخرج منه
أنتهى شهر العسل ولكن الصياد لم يخرج للعمل
صار يخرج لكي يأخذ الحلي والمجوهرات وأنواع الاطعمة والمشروبات
يأخذها لبيته
وهكذا صار كسولاً جداً يقضي معظم وقته فقط في البيت
وياخذ من السوق مايشاء
تضايق منه الجميع لأنه أستغل مامنحوه أياه
وبعد فترة طلبه الشيخ لبيته فذهب الصياد
فقال له الشيخ لقد أخللت بنظامنا
ولم تلتزم بقوانيننا لذلك سوف نخرجك من مدينتنا
ونطلقك من فتاتنا
وفعلاً طلق الصياد زوجته
وأخرج للبوابة وأخذ منه المفتاح
وعندما وصل للبوابة
أعاد الخادمان له عصاه ومتاعه البسيط وأخرجوه بالقوة
وعندما خرج الصياد وأغلقت البوابة
ندم على مافعله وضل يطرق بباب القلعة طويلاً ولكن من دون فائدة
وعندها رجع لكوخه الصغير ولعمله البائس
وضل طول عمره نادم على مافعله في القلعة
*****************
قصة ليلى والعصفور
كان القفص معلقا على الجدار .. داخل القفص كان العصفور ذو الريش الحلو الجميل يقف حزينا كئيبا .. بين الحين والحين كانت نظراته ترحل في الفضاء الواسع باحثة عن صديق ، وفي كل مرة كان هناك عصفور يمر معلنا عن فرحه بالانطلاق والحرية .. ولأن العصفور كان حزينا فلم ينتبه لتلك التحيات التي كانت العصافير تلقيها مزقزقة من بعيد .. قال يخاطب نفسه : رحم الله ذلك الزمن الذي كنت فيه حرا طليقا مليئا بالنشاط ، لكن هذا الصياد الذي لن أنسى وجهه ، سامحه الله ، تسبب في وضعي حبيسا هكذا .. ماذا جنى من كل ذلك .. تابع العصفور يحدث نفسه : لكن هذه البنت ليلى، لا أنكر أنها طفلة محبوبة ، إنها تعاملني أحسن معاملة ، ولكن تبقى الحرية هي الأغلى في العالم كله ..
في هذا الوقت تحديدا أتت ليلى ووقفت أمام القفص وقالت :
- كيف حالك يا صديقي العزيز .. أتدري لقد اشتقت إليك ، تصور لا تمر دقائق إلا وأشتاق إليك ، أنت أغلى الأصدقاء أيها العصفور الحبيب .. ما رأيك أن أقص عليك اليوم قصة الملك ديدبان والأميرة شروق ؟؟ ..
كان العصفور في عالم آخر ، لم يجب بحرف واحد .... استغربت ليلى وقالت :
- ماذا جرى أيها العصفور ، كأنك لم تسمع شيئا مما قلت ، أنت الذي طلبت مرات ومرات أن تعرف شيئا عن الأميرة شروق ، تقف الآن ولا تقول أي شيء .. ماذا بك أيها العصفور ، هل أنت مريض أم ماذا ؟؟..
نظر العصفور إليها مهموما حزينا وقال :
- أتدرين يا صديقتي ليلى إنني أكره حياتي السجينة في هذا القفص.. ما هذه الحياة التي لا تخرج عن كونها قفصا صغيرا ضيقا .. أين الأشجار والفضاء والأصدقاء من العصافير .. أين كل ذلك ؟؟ كيف تريدين أن أكون مسرورا ، صحيح أنني أحب سماع قصة الأميرة شروق ، لكن حريتي أجمل من كل القصص ..
قالت ليلى حائرة :
- نعم يا صديقي لا شيء يعادل الحرية .. لكن ماذا أفعل .. أنت تعرف أن الأمر ليس بيدي !!.
قال العصفور غاضبا :
- أعرف يا ليلى ، لكن أريد أن أسألك ماذا يجني أبوك من سجني ؟؟ أنا أحب الحرية يا ليلى ، فلماذا يصر والدك على وضعي في هذا القفص الضيق الخانق؟؟.. إنني أتعذب يا ليلى ..
بكت ليلى ألما وحزنا ، وركضت إلى غرفة والدها .. دخلت الغرفة والدموع ما تزال في عينيها .. قال والدها :
- خير يا ابنتي .. ماذا جرى ؟؟
قالت ليلى :
- أرجوك يا أبى ، لماذا تسجن العصفور في هذا القفص الضيق ؟؟..
قال الوالد متعجبا :
- أسجنه ؟؟ .. ما هذا الكلام يا ليلى ، ومتى كنت سجانا يا ابنتي؟؟..كل ما في الأمر أنني وضعته في القفص حتى تتسلي باللعب معه .. لم أقصد السجن ..
قالت ليلى :
- صحيح أنني أحب العصفور ، وانه صار صديقي ، لكن هذا لا يعني أن أقيد حريته .. أرجوك يا أبي دعه يذهب ..
قال الوالد ضاحكا :
- لا بأس يا ابنتي سأترك الأمر لك .. تصرفي كما تشائين .. لا داعي لأن أتهم بأشياء لم أفكر بها.. تصرفي بالعصفور كما تريدين.. لك مطلق الحرية .. أبقيه أو أعطيه حريته .. تصرفي يا ابنتي كما تشائين ..
خرجت ليلى راكضة من الغرفة .. كانت فرحة كل الفرح ، لأن صديقها العصفور سيأخذ حريته .. وصلت وهي تلهث ، قالت:
- اسمع أيها العصفور العزيز . اسمع يا صديقي .. سأخرجك الآن من القفص لتذهب وتطير في فضائك الرحب الواسع .. أنا أحبك ، لكن الحرية عندك هي الأهم ، وهذا حقك ..
أخذ العصفور يقفز في القفص فرحا مسرورا .. قال :
- وأنا أحبك يا ليلى ، صدقيني سأبقى صديقك الوفي ، سأزورك كل يوم ، وسأسمع قصة الأميرة شروق وغيرها من القصص ..
صفقت ليلى وقالت :
- شكرا يا صديقي العصفور .. لك ما تريد .. سأنتظر زيارتك كل يوم .. والآن مع السلامة ..
فتحت باب القفص ، فخرج العصفور سعيدا ، وبعد أن ودع ليلى طار محلقا في الفضاء ..
وكان العصفور يزور ليلى كل صباح وتحكي له هذه القصة أو تلك، ويحكي لها عن المناطق التي زارها وعن الحرية التي أعطته الشعور الرائع بجمال الدنيا